lundi 12 décembre 2016

نقترب من رأس السنة الإدارية و معها يقترب موعد عطلة الشتاء بالنسبة للمدارس و الجامعات و مع أن برمجة العطل المدرسية قد طرأت عليها بعض التحويرات في هذه السنة تبقى الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر مناسبة للعائلات التونسية للترفيه و تنظيم رحلات لعدة وجهات سياحية في البلاد و تعتبر مدينة طبرقة من أهم هذه الوجهات و من أجمل الأماكن و أكثرها دفئا في هذه الفترة من العام لكن يمكن ملاحظة أن طبرقة يقل نشاطها و يقل ضيوفها بعد انقضاء موسم الصيف و من هنا تطرح التساؤلات عن أسباب ركود السياحة في طبرقة خارج موسم الصيف وعن ماذا يمكن لطبرقة أن تقدم للزائرين في الخريف و الشتاء و الربيع ، و عن الحلول و المبادرات التي تقوم بها السلطة والمجتمع المدني و المستثمرين لشد الناس في طبرقة طوال العام 
لنبدأ من الصيف الذي تنجح خلاله طبرقة في استقبال عدد هام من الزوار الذين يأتون في غالبيتهم الساحقة من أجل الإستمتاع بالبحرو السباحة، فتنتعش الأسواق والمطاعم و مختلف المرافق السياحية اضافة إلى المنازل المعدة للكراء التي يستثمر فيها عدد هام من المواطنين و حتى كبار المستثمرين و رجال الأعمالو هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن طبرقة لا تستغل من معالم جمالها إلا البحر و هذا سبب هام من أسباب ركود السياحةخارجموسم الصيف، و من بعض الأساباب الأخرى نذكر غياب المهرجانات و التظاهرات الهامة في طبرقة عدى المهرجاناتالصيفية كمهرجان الجاز و مهرجان الموسيقى العالمية و هي مهرجانات تعيش مشاكل ادارية، أيضا هناك أسباب أخرى تجعل المصطافين الذين يتدفقون على مدينة طبرقة في موسم الصيف لا يعودون إليها إلا في الصيف القادم و هو أنه لا يتم تعريفهم بأماكن أخرى كلاحصن الأثري و المناطق الغابية الجميلة المتاخمة للمدينة و التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة و هواء نقي، لكن هذه المناطق خالية من المرافق و أحيانا من مظاهر الحياة أصلا حيث باتت بعض القرى شبه مهجورة بسبب رداءة الطريق و انعدام المياه الصالحة للشرب مثل قرية الوراهنية و عين سعيدة و البياضة و الوراهنية و ملولة و خاصة الروايسية التي تتمتع بمناظر طبيعية رائعة ، و هذه المناطق تهجر لسببين هامين أولها غياب التنمية و المرافق الضرورية شأنها في ذلك شأن أغلب أرياف البلاد التونسية أما السبب الثاني هو أن مدينة طبرقةهي مدينة جاذبة للسكان بحكم أن فيها فرصة لبناء مسكن و كرائه للمصطافين و بالتالي توفير مورد رزق يغني عن العمل في الزراعة، و بحديثنا عن الأرياف نستحضر السياحة البيئية أو "الإيكوتوريزم" و هي سياحة باتت تحضى باهتمام كبير في العالم، و هي نوع من السياحة يمكن المراهنة عليها لاستعادة السياح الأجانب من مناطق مختلفة من العالم مثل الشرق الأوسط و آسيا و افريقيا و أمريكا اللاتينية و هذا النوع من السياحة في تونس عموما لا يحضى بعناية كبيرة أما في طبرقة فإن السلطة لم تقم بأي مجهود في هذا الإتجاهأما المستثمرين الخواص فلا وجود لهم ربما لأن الربح في هذا المجال غير مضمون أما المجتمع المدني فله بعض النشاطات حيث تعتبر جمعية السياحة البيئية من أنشط الجمعيات و هي تقوم بتنظيم بعض التظاهرات في الصيف و حتى كامل العام، حيث تم مؤخرا تنظيم الدورة الأولى لماراطون الدراجات الجبلية، لا يمكن أن نذكر السياحة البيئية دون الحديث عن المحميات حيث من المفارقات أن مدينة طبرقة السايحية القريبة من الغابة خالية من المحميات، فيها محمية واحدة و قد تم غلقها و هي محمية أيل الاطلس بعين بكوش القريبة من قرية ملولة و ضاحية بريرم، و قد ذكر بعض العاملين في ادارة الغابات أن هناك حديث عن اعادة فتحها للزوار مما قد يمكن من تنشيط تلك المناطق و جلب السياح إليها من كل أنحاء العالم و طوال العام
خلاصة القول هو أن طبرقة أمام حتمية الإهتمام بالسياحة البيئية و تنمية الأرياف و دعم الزراعة و تربية الماشية و النشاطات الغابية ليس فقط لتنمية السياحة و إنما أيضا للحد من نزيف الترحال إلى المدينة و هجر الأرياف، كذلك السلطة في طبرقة و مختلف الجمعيات فيها مطالبة باستغلال البحر للسياحة طوال العام سواء من خلال الرحلات البحرية أو من خلال الرياضات البحرية و خاصة رياضة التجذيف التي تشهد اقبالا كبيرا من شباب طبرقة المغرمين بهذه الرياضة و الموهوبين فيها، و تبقى طبرقة في الشتاء أجمل و أروع و أدفأ فالبحر يهبها الدفئ مهما تلاطمت أمواجه./.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire