lundi 25 avril 2016

العطرشية

تونس بلد العطرشية






تعيش مدينة نابل في الشمال الشرقي للبلاد التونسية في فصل الربيع موسم تقطير "الزهر" حيث تفوح رائحته في مختلف أحياء المدينة ولا يكاد بيت يخلو من القطّار التقليدي الذي يكون عادة من النحاس أو الفضة، وبات نشاط تقطير الزهر في مدينة نابل حدث سنوي يجلب الزوار من انحاء البلاد كافة وحتى من الخارج. تعود شهرة "زهر" نابل إلى شهرة زهرة النارنج التي تزهر في فترة الربيع، لكنها ليست النبتة الوحيدة التي يتم تقطيرها في تونس فهناك عدة نباتات أخرى بعضها بري و بعضها مزروع في الحقول والبساتين وجميعها صالحة للتقطير ومن بينها "العطرشية".


تعتبر نبتة العطرشية من اجمل النباتات وتتميز برائحتها الفواحة وبعطرها الزكي، وبتأقلمها مع مختلف الظروف المناخية حيث يتم غرسها ايضاً في المناطق القاحلة والواحات،


اما الاسم الفرنسي العلمي للعطرشية" هو Pelargonium graveolens واسمها العلمي العربي اللقلقي اي شديد الرائحة أو العطرية شديدة الرائحة أو العطرشة أو العطرة، و من أهم ميزاتها أيضا أن ورقتها معطرة ويمكن استعمالها مباشرة و ذلك بوضعها مع الشاي أو الماء. أما زهورها فأغلب التونسيين من الشمال إلى الجنوب، يقومون بتقطيرها خاصة في فصل الربيع وبالوسائل التقليدية وذلك من خلال وضع كمية من زهور العطرشية وبعض اوراقها في وعاء من النحاس ثم يضاف اليه قليل من الماء، و يوضع على الموقد ويتم اقفاله بوعاء آخر يسكب عليه بعض الماء البارد حتى يتمكن من تكثيف البخار الذي يتم اخراجه بواسطة أنبوب من الوعاء السفلي، و هذا الأنبوب تخرج منه قطرات العطرشية الصافية، ومن ثم تحفظ في زجاجة، لتستعمل في المطبخ وفي تحضير الحلويات. كما تستعمل أيضا في الصناعات الطبية والادوية المركبة وصناعة العطور، لكن هذه الاستعمالات تتطلب تقنية عالية ووسائل تقطير عصرية وهي تعتبر ذات طاقة تحويلية أكبر وأسرع، و تتركز أهم الوحدات التحويلية في تونس خاصة في مدينة نابل، عاصمة الزهر في تونس، و تبقى تونس بلد الزهور والياسمين والرياحين، وبلد العطرشية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire