jeudi 17 septembre 2015

طبرقة






ترسو البلاد التونسية على ساحل طوله حوالي 1200 كم، أغلبه في شرق البلاد لكن أيضا تونس لها ساحل في شمالها يمتد من بنزرت إلى مدينة طبرقة المتاخمة للحدود الجزائرية في أقصى الشمال الغربي و لئن كان الساحل الشرقي هو الأهم و الأكثر نشاطا و ازدهارا فإن سواحل طبرقة تعتبر المنفذ البحري الوحيد و الأهم بالنسبة لسكان مناطق الشمال الغربي خيث يلوذ الناس لشولاطئ طبرقة كلما اشتد الحر صيفا للراحة و الإستجمام و الترفيه عن النفسن مدينة طبرقةن تتبع ولاية أو محافظة جندوبة و تبعد عن مركز الولاية حوالي 60كم و عن العاصمة حوالي 170 كم و يربطها طريق مباشر بالعاصمة يمر عبر مدينتي نفزة و باجة و هذا ما أهلها لتكون معبرا بالنسبة للمسافرين القادمين من الجزائر في اتجاه تونس كما أن الجزائريين هم أيضا يقصدون طبرقة بغرض السياحة و بكثافة نظرا لقربها من الحدود الجزائرية التونسية، قبل أن يتعرض القطاع السياحي لأزمة في تونس كانت طبرقة من أهم الأقطاب السياحية في البلاد حيث تنافس كل من جربة و توزر و الحمامات على استقطاب السياح الأجانب و خاصة الأوروبيين لذلك هي تتمتع بمرافق سياحية هامة حيث تتوفر فيها فنادق فخمة و ميناء ترفيهي و شواطئ مهيأة للسباحة و الإصطياف، أما ما يميزها عن باقي المناطق السياحية بالبلاد التونسية هو مناظرها الطبيعية الخلابة و الرائعة حيث تمتزج فيها زرقة البحر بخضرة الغابات، غابات الصنوبر و الفلين و الزان وهي ثروة أيضا من ثروات طبرقة ، و تمتد هذه الغابات على مساحات شاسعة و صولا إلى جبال خمير حيث مدينة عين دراهم على بعد 20كم من طبرقة و على ارتفاع أكثر من 900 متر ، و هي أيضا مدينة سياحية رائعة فيها عدد هام من الفنادق و المرافق السياحية و مركب رياضي كامل تتدرب فيه الفرق الرياضية بمختلف اختصاصاتها من تونس و من الخارج، و قد تضررت هي الأخرى جراء أزمة القطاع السياخي و يحاول المشرفون على السياحة بالجهة البحث عن أنشطة سياحية مختلفة كالسياحة الثقافية و الإيكولوجية و السياحة الريفية التي تجلب، أعدادا هامة من التونسيين و خاصة الجمعيات الشبابية و الطلابية و هي نشاطات على أهميتها تبقى مردوديتها المالية محدودة كما أن السياحة في عين دراهم مرتبطة ارتباطا وثيقا بطبرقة و بما أن موسم الإضطياف بطبرقة ينتهي بنهاية فصل الصيف فإن هتين المدينتين تموت فيهما الحركة الإقتصادية طوال العام و هذا يجرنا للحديث عن مختلف النشاطات الإقتصادية الأخرى في طبرقة و عين دراهم ، طبرقة رغم قربها من البخر فإن الصد البحري فيها محدود لسببين أولهما رداءة الأحوال الجوية خلال الخريف و الشتاء، و السبب الثاني هو أن سكان المنطقة تاريخيا ليسوا صيادين و ليس لهم تقاليد كبيرة في الصيد البحري، لكن البحر تكرم على طبرقة ثروة صارت رمزا لها و هي ثروة المرجان الذي يستخرجه الغواصون من الأعماق و يتعرض للتهريب و للاستغلال العشوائي من قبل المارقين عن القانون، أما الفلاحة فترتكز أساسا على تربية الماشية و خاصة الماعز، و بعض الزراعات الفصلية القليلة نظرا لمحدودية مساحة السهول، اما التجارة فلا وجود لها عدا بعض تجار الخط عبر الحدود البرية مع الجزائر، لأنه لا وجود لميناء تجاري بطبرقة، كما أنه لا يوجد بها مصانع هامة عدا مصنع صغير للخفاف . بالنسبة لعين دراهم و نظرا لوجودها بمنطقة غابية كثيفة و تصاريس صعبة تقتصر الأنشطة الإقتصادية فيها على تربية الماشية و بعض الصناعات التقليدية التي يرتبط ترويجها بالموسم السياحي. نكتشف اذا أن مدينتي طبرقة و عين دراهم رغم قربهما من البحر و ما تتمتعان به من مناظر طبيعية جميلة و ثروات غابية فإنما لازالاتا تحت وطأة التهميش و الفقر مثل باقي مدن و ولايات الشمال الغربي للبلاد التونسية ، حيث فوتت الأنظمة المتعاقبة على البلاد منذ الإستقلال الفرصة على هذه المنطقة لتنهض و تكون قطبا اقتصاديا ، حيث كان بالإمكان استغلال الغابات للصناعات الصيدلية و للعطور و مواد التجميل و لما لا كلية صيدلة في المنطقة، كما أنه كان يمكن أن يتم الإستثمار في صناعة الألبان و مشتقاتها ، كما أن طبرقة في حاجة ماسة لميناء تجاري كبير و محترم، لأن كامل الساحل الشمالي للبلاد التونسية فيه ميناء واحد وهو ميناء بنزرت يبعد أكثر من 100كم عن طبرقة، كما أن طبرقة منذ الإستقلال معزولة عن السكة الحديدية رغم أنها كانت موصولة بها قبل ذلك، و لعل أهم عائق للتنمية في المنطقة هو البنية التختية خيث تتميز الطرقات بين طبرقة و عين دراهم بالرداءة نظرا لصعوبة المناخ و التضاريس و لكن أساسا نظرا للفساد و انعدام الكفاءة حيث تصرف أموال طائلة على الإصلاحات الترقيعية للطريق طوال العام في حين أنه كان يجب بناء طريق سريعة جيدة و محترمة و الإستنجاد بشركات ذات كفاءة عالية و خبرة ختى من الخارج و لما لا فنحن نجلب من الخارج المدربين و الفنانين، و بالتالي التخل عن الخلول الترقيعية التي تهدر بسببها الأموال العمومية و يضيع وقت الناس و تتعطل مصالحهم كلما نزلت الأمطار، طبرقة و عين دراهم مدينتين ساحرتين طوال العام و بقليل من الإهتمام و التننمية ستدب فيهما الحياة حتى بعد نهاية فصل الصيف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire