vendredi 30 octobre 2009

هذه هي المقالة تذكرتها في هذه الأثناء لأنه الآن تجري محاكمة ذلك المجرم في محكمة درسن أرجو أن تكون درسا وعبرة للجميع
المقالة من مجلة العربي للدكتور محمد المنسي قنديل وعنوانها
قاعدة بلا استثناء

تذكرني واقعة مقتل الصيدلا نية المصرية مروة الشربيني و اضابةزجها معاوية في مدينة درسن الألمانية، بمسرحية ‘القاعدة والاستثناء‘ للكاتب الألماني ‘برتولد برخت‘ ولا أعتقد أن برخت قد تصور أن مسرحيته الرمزية يمكن أن تصبح واقعا، وبرخت لمن لا يعرفه هو شكسبير المسرح الألماني، وقد ابتدع أسلوبا مسرحيا يقوم على إلغاء الفاصل الوهمي بين الجمهور وخشبة المسرح، حتى يحدث نوعا من التفاعل بين الممثل والمتفرج، و أطلق علي اسما متواضعا هو المسرح التعليمي، و تدور مسرحية‘القاعدة والاستثناء‘ عن تاجر قاس يخرج في رحلة طويلة ، و في صحبته تابع ذليل، يقوم على خدمته وتحمل قسوته في صمت وخضوع، ثنائية السيد والتابع التي تتكرر على مر العصور، ثم يقع التاجر مريضا، و يستيقظ التابع في منتصف الليل ليجده يهذي من الحمى والعطش ، فيحمل له الماء، ولكن السيد يعتقد أنه يحمل له حجر يريد قتله به، فيتناول مسدسه ويبادر بقتله، وفي المحكمة يدافع التاجر عن نفسه، بأنه قام بالشيء النطقي لقد أساء لتابع كثيرا وقسا عليه، من الطبيعي اذن أن يكرهه التابع و يتمنى قتله، هذه القاعدة التي فكر بها التاجر وهو يرى التابع قادما نحوه في الظلام يحمل شيئا ما، انه قادم لينتقم لكل الاهانات التي لحقت به، ولم يفكر بالاستثناء وهو أنه يحمل له الماء و الحياة، لقد قتله وفقا للقاعدة دفاعا عن نفسه، من ذا الذي يبالي بالاستثناء، وقد اقتنعت المحكمة بهذا المنطق و ظفر ببراءته، تحولت هذه المسرحية، كما قلت، الى واقعة حقيقية على خلفية من التعصب والعنصرية البغيضة، الحكاية معروفة ووقائعها مازالت معروضة على المحاكم الالمانية، كانت مروة مبعوثة مع زوجها معاوية لتحضير الدراسات العليا في مجال الصيدلة، وكانت محجبة، وهذا في حد ذاته تهمة في نظر الكثير من أهل الغرب الكرام، وعندما كانت تتنزه مع ابنها، اشتبك معها مواطن ألماني من أضل روسي يبدو أن الفودكا قد لعبت في رأسه وانهال عليه بالسباب متهما اياها بأنها ارهابية وقاتلة، كانت ألفاظه بذيئة وقاسية لدرجة أن بقية رواد الحديقة من الألمان شهدوا لفائدتها لجأت مروة لقضاء، وكسبت القضية في الجولة الأولى ثم عادت وكسبتها في الاستئناف، فلم يرض الحكم هذا الرجل أخرج سكينه وهجم على مروة و أخذ يطعنها في جنون، أمام القضاة و أمام زوجها وابنها الصغير، طعنه سبعة عشر طعنة على مدى تسع دقائق دون أن يتحرك أحد تدخل زوجها لينقذها فبادره عاشق الفودكا بثلاث طعنات هو أيضا، و أخيرا تدخل أحد حراس بوابة المحكمة من الخارج، لم يبالي بالسيدة العربية الملقاة على الأرض ولا الرجل الأبيض الهائج الذي يمسك سكينا، ولكن عمل بالقاعدة العامة وهي أن كل عربي إرهابي
وقاتل محتمل، لذلك فقد وجه مسدسه للزوج المطعون على الفور و أطلق عليه الرصاص، الوجه قد أصبح تهمة كالحجاب، لا يوجد استثناء للعربي الطيب المجني عليه، انها المركزية الأوروبية التي تحدد الرؤية النمطية التي تنظر بها أوروبا لكل ما هو غير أوروبي ، لقد نجحت اشرائيل في تغيير نظرتها لليهودي فاليهودي المرابي البخيل الذي لا يتاجر الا في المال و يقتطع لحم الآخرين كما صوره شكسبير تغيرت الى صورة أخرى هو اليهودي المحارب الذي يعمر الأرض الخراب التي انتزعها من العرب المتخلفين، ولكن نظرة أوروبا للعربي المسلم لم تتغير منذ الحروب الصليبية بل ازدادت سوءا فمقاومة الشعب الفلسطيني للذين يحتلون أرضه أرهاب ، وحصارهجائز، و قصفه مرحب به ومقتل أي فرد منه لا يستحق الاعتذار و ألمانيا لم تعتذر لمقتل مروة حتى الآن ولا أظنها ستفعل./.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire